فلسطين أون لاين

سكان حي الأمل في خان يونس يعودون إلى أنقاض منازلهم متحدّين التهجير والاحتلال

...
سكان حي الأمل في خان يونس يعودون إلى أنقاض منازلهم متحدّين التهجير والاحتلال
غزة/ محمد أبو شحمة

رغم الدمار الهائل الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في حي الأمل شمال غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عاد سكان الحي إلى مناطقهم المدمرة بعد شهور من النزوح القسري.

هذا المشهد يلخص إصرارًا لا ينكسر من الأهالي على التمسك بأرضهم وحقهم في الحياة، رغم محاولات الاحتلال المستمرة لتهجيرهم واقتلاعهم.

وأكد عدد من سكان الحي في أحاديث منفصلة مع "فلسطين أون لاين" أنهم عادوا رغم إدراكهم الكامل لغياب الخدمات الأساسية، وفي ظل مخاطر مستمرة ناتجة عن القصف السابق ومخلّفات الحرب.

يقول محمد القدرة، أحد سكان الحي: "نفضّل الموت فوق أنقاض منازلنا على حياة الذل في خيام النزوح".

وأضاف القدرة: "العودة إلى حي الأمل تعد رمزًا للصمود وكسرًا واضحًا لمحاولات الاحتلال فرض وقائع التهجير القسري علينا، والترويج لإخراج سكان غزة بحجة عدم وجود أماكن لإقامتهم".

وأقام القدرة خيمة بسيطة بين الركام، وأعاد تأهيل ما تبقى من البنية التحتية بأدوات بدائية، في مشهد يعكس روح التحدي، ويبعث برسالة واضحة: "لن نرحل".

من جانبه، قال أحمد عبد الهادي، وهو من سكان الحي: "الاحتلال يريد تحويلنا إلى لاجئين جدد، لكننا مصرّون على البقاء مهما كان الثمن، والعيش فوق أنقاض منازلنا التي دمّرها جيش الاحتلال خلال الشهور الماضية".

وأوضح عبد الهادي أن العائدين وجدوا حجم دمار هائلًا شمل المنازل والبنية التحتية، بما فيها شبكات المياه والصرف الصحي. وأضاف: "منذ اليوم الأول عمل السكان على تنظيف الشوارع، ومحاولات تشغيل الغواطس المائية عبر ألواح الطاقة الشمسية".

ولفت إلى أن عودة غالبية السكان تعكس إصرارًا شعبيًا وردًا عمليًا على سياسة الاحتلال القائمة على التطهير العرقي، ورفضًا لسيناريوهات التهجير.

بدوره، أكد رئيس لجنة حي الأمل محمد كلاب أن اللجنة بدأت بفتح شارع المدرسة في الحي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الحيوي جاء لتلبية احتياجات ملحّة في المنطقة.

وقال كلاب لـ "فلسطين أون لاين": "قمنا بفتح الشوارع بشكل أولي لتسهيل الوصول إلى مركز توزيع المساعدات الرئيسي في الحي، إلى جانب تسهيل حركة المرور نحو مدرسة أحباء غزة ماليزيا – هارون".

وأوضح أن اللجنة نجحت أيضًا في إعادة توصيل مياه البلدية إلى بعض الشوارع رغم الظروف الصعبة، مشددًا على أن العمل سيستمر خلال الفترة المقبلة بدعم كافة الجهات، خاصة وجهاء ومخاتير غرب خان يونس، وبتوجيه من القيادة المجتمعية، بهدف تحسين الخدمات لأهالي حي الأمل ومعسكرات اللاجئين المجاورة.

وأشار كلاب إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار الإصرار على الصمود والبقاء، والعمل من أجل حياة كريمة رغم التحديات الهائلة التي تواجه سكان المنطقة.

المصدر / فلسطين أون لاين